الخوارزميات ليست محايدة… كيف تُصمم لتُؤثّر؟
الخوارزميات ليست محايدة… كيف تُصمم لتُؤثّر؟
الخوارزمية ليست فقط كود برمجي
إنها سلسلة تعليمات منطقية تُوجّه الطريقة التي يتصرف بها نظام ما، سواء كان تطبيقًا، محرك بحث، منصة تواصل، أو حتى نظام حوكمة رقمية.
في الظاهر، الخوارزميات تُظهر لك ما “يُناسبك”…
لكن في العمق، هي تُشكّلك، تُعيد توجيه تفكيرك، وتُدخلك في نفق فكري معيّن دون أن تشعر.
الخوارزمية ليست كائناً بريئًا…
بل هي نظام تحليلي يُبرمج حسب نوايا من صنعها:
▪ هل هدفه الربح؟
▪ أم السيطرة؟
▪ أم خلق الإدمان؟
▪ أم حتى التوجيه السياسي؟
من يتحكم بآلية ظهور المحتوى…
يتحكم بوعيك، وانفعالك، وحتى قراراتك اليومية.
احذر، وانتبه
المنصة المجانية ليست مجانية… أنت المنتج!
المحتوى المقترح ليس عشوائيًا… بل مُصمم لشد انتباهك، ثم عقلك، ثم ولائك.
في هذا القسم:
نضع بين يديك أدوات الفهم العميق لتنجو من التلاعب الناعم.
أنواع الخوارزميات التي تُؤثّر فينا دون أن نشعر:
1. خوارزميات التصفية (Filtering Algorithms):
تُقرر ما يظهر لك على فيسبوك، إنستغرام، تويتر، يوتيوب.
تصنع “فقاعة معلومات” تغذيك بما تحب وتمنعك مما تحتاج.
2. خوارزميات التوصية (Recommendation Engines):
مثل Netflix أو Amazon: تُرشدك نحو محتوى أو منتج بناء على بياناتك السابقة، لكنها تُعيد تشكيل ذوقك مع الوقت.
3. خوارزميات التصنيف والتحليل (Classification & Prediction):
تُستخدم في تقييم الأشخاص (مثل ائتمانك البنكي، فرصك بالوظائف، حتى التحليلات الأمنية).
4. خوارزميات التلاعب بالوقت والانتباه (Attention Engineering):
تجعل الفيديوهات القصيرة لا تنتهي. تُعيد برمجة دماغك ليطلب المزيد.
لماذا الخوارزميات ليست محايدة؟
لأنها تُبنى بنية مسبقة، خلفها شركة، هدف، مصالح.
لأنها تتعلم من المستخدمين الحاليين، فتُكرر التحيزات، وتُعمّق الانقسامات.
لأنها تُفصّل حقيقة رقمية مخصصة لك وحدك، مختلفة تمامًا عمّا يراه الآخرون.
التحكم بالخوارزمية = التحكم بالمجتمع
من يُقرّر ماذا ترى ومتى؟
من يُحدّد سرعة انتشار فكرة أو تغييبها؟
ومن يُبرمج الأطفال على ماذا يحبّون أو يخافون؟
خلاصة
الخوارزميات ليست أدوات محايدة…
بل بوابات سيطرة رقمية ناعمة، من لا يُدركها، أصبح هو المنتج
الدكتور رعدالزبن
2/7/2025